يوضح الشكل التالى الثلاث محاور التى ترتكز عليهم سياسات الحكومة المالية والاقتصادية بهدف الوصول إلى توازن بين الثلاث أهداف الرئيسية من أجل تحقيق نمو اقتصادى مستدام، وإدارة سليمة للمالية العامة والإصلاح والضبط المالى، وتدعيم نظم الحماية الاجتماعية المختلفة:-
بدأت الحكومة منذ بداية العام المالى الحالى في اتخاذ خطوات جادة لاستعادة الثقة في الاقتصاد من خلال العمل على تحقيق الاستقرار الأمنى والسياسى، وتطبيق إجراءات إصلاحية مالية وهيكلية تعيد ثقة المستثمرين، والدفع بمشروعات كبرى تتيح فرص جديدة أمام القطاع الخاص وزيادة معدلات التشغيل. هذا بالإضافة إلى وضع استراتيجية جديدة ومتكاملة لإدارة قطاع الطاقة والذى يعد من القطاعات الهامة والمؤثرة على النشاط الاقتصادى للبلاد ومكون هام فى خطة مصر للتعافى على المدى المتوسط.
تعمل الحكومة على إجراء إصلاحات حقيقية وفاعلة في تطوير مناخ الاستثمار، حيث قامت بالفعل بإجراء إصلاحات تشريعية مثل تعديل قانون المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية، وحماية العقود طالما لا يشوبها فساد، وقانون الطاقة المتجددة بالإضافة إلى إجراء تعديلات على قانون الاستثمار تشمل تطبيق نظام الشباك الواحد وتسهيل الحصول على التراخيص والأراضي وتقديم حوافز غير ضريبية وحماية المستثمرين ومسئولى الشركات عند الإفلاس، كما يتم إعداد بعض التعديلات التشريعية الأخرى في قوانين الشركات، وقانون الجمارك والانتقال إلى منظومة ضريبة القيمة المضافة وإجراء تعديلات على قانون الضريبة على الدخل من خلال توحيد الضريبة عند حد أقصى 22.5% للضرائب على الأشخاص والأفراد مع الحفاظ على الشرائح التصاعدية فى الضريبة على الأفراد، وزيادة الضريبة على المناطق الاقتصادية ذات الطبيعة الخاصة من 10% إلى 22.5%والتى تدعم فى مجملها القاعدة الرأسمالية وزيادة الاستثمارات.
أطلقت الحكومة عدداً من المشروعات التنموية الكبرى والتى تمتد أثارها الإيجابية ونفعها لأجيال مقبلة، ويتم تنفيذها على عدد من السنوات وبحيث تعتمد أساساً على تنفيذ القطاع الخاص، مع توفير التمويل بما يتفق مع طبيعة كل مشروع على حدة، وذلك من خلال المؤسسات المالية والتنموية الدولية والإقليمية، أو من خلال نظم المشاركة مع القطاع الخاص، أو من خلال إعادة ترتيب أولويات الخطة الاستثمارية للدولة لإعطاء أولوية لهذه المشروعات، وبما يمثل قاطرة لتشجيع الاستثمارات الخاصة. وتتمثل أهم هذه المشروعات فى:
كما قامت وزارة المالية بالاشتراك مع الوزارات المعنية بإعداد مجموعة من المشروعات المحددة بنظام المشاركة مع القطاع الخاص PPP كمكون رئيسى للإسراع بتنفيذ استثمارات البنية الأساسية وتحسين كفاءة الخدمات العامة. وتبلغ التكلفة التقديرية للمشروعات المقرر طرحها خلال السنوات الثلاث القادمة نحو 31 مليار جنيه، وذلك في مشروعات بمختلف القطاعات ومنها مجالات المياه والصرف الصحى، وتحلية المياه، ومجمع خدمات للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وتطوير الموانئ البحرية، والنقل النهرى، وبناء المدارس.
و لقد قامت الحكومة بإعداد استراتيجية متكاملة لإعادة هيكلة قطاع الطاقة على المدى المتوسط حيث يعتبر القطاع أحد قاطرات النمو و التنمية و أحد ركائز خطة الحكومة للإصلاح الاقتصادى. و ترتكز استراتيجية القطاع على ثلاثة محاور رئيسية، وهى: تحقيق أمن الطاقة، والاستدامة والحوكمة.
تعمل الحكومة على ايجاد حل حاسم و شامل لأزمة نقص الطاقة يقوم على الاستغلال الأمثل للموارد المحلية لتوفير مصادر متنوعة من الطاقة لتلبية احتياجات الاقتصاد المتنامية. و فى هذا السياق تعمل الحكومة على:
نظرا لأهمية قطاع الطاقة لاستدامة المالية العامة للدولة و النمو الاقتصادى، فان الحكومة تعمل على نقل القطاع الى مسار أكثر استدامة مالياً واجتماعياً، عن طريق:
تسعى الحكومة لتطوير الاطار القانوني والمؤسسي والرقابي للقطاع والانتقال إلى سوق تنافسي للكهرباء والغاز يعزز الاستثمار ومشاركة القطاع الخاص من خلال:
تقوم الحكومة بتطبيق برنامج مالى يستهدف إعادة ترتيب أولويات الإنفاق العام وتوسيع القاعدة الضريبية، وإدارة الدين العام بطريقة أكثر كفاءة، بالإضافة إلى مجموعة من الاصلاحات الأخرى لإدارة المالية العامة، كالتالى:
استكمالا لما بدأته الحكومة في العام المالى الحالى، فإن إعادة ترتيب أولويات الإنفاق سيظل أحد أهم السياسات التي يعكسها مشروع موازنة العام المالى الجديد، حيث سيتم ترشيد الإنفاق العام بأقصى قدر ممكن والتأكد من أن المصروفات تتجه للغرض الذى أنشئت من أجله. وتسعى الحكومة إلى إعادة توجيه الوفورات المحققة نحو بنود أخرى ذات بعد اجتماعى وتمثل أولوية فى الرؤية العامة للفترة المقبلة كالاستثمار فى التعليم وتحسين جودة خدمات الصحة العامة. وسيتم ذلك من خلال الآتى:-
على الرغم من قيام الحكومة برفع أسعار بيع العديد من المواد البترولية في بداية العام المالى الحالى، بالإضافة إلى انخفاض أسعار البترول عالمياً بشكل كبير، إلا أن أسعار البيع المحلية لاتزال دون الحد الأدنى الذي يغطي تكلفة إنتاج هذا الخام محلياً، بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة الخام الذي يتم استيراده لسد الفجوة ما بين الإنتاج والاستهلاك المحلي. ولذلك، فإنه لا بديل عن قيام الحكومة باستكمال تنفيذ خطة ترشيد دعم المواد البترولية على المدى المتوسط وتشمل هذه الخطة تطبيق المنظومة الجديدة للبطاقات الذكية في توزيع المنتجات البترولية المدعمة بهدف تحقيق استهداف أفضل لمستحقي الدعم. وقد تم اتخاذ إجراءات إصلاحية سعرية خلال المرحلة الأولى للخطة في يوليو 2014 توفر نحو 46 مليار جنيه (ما يعادل 2% من الناتج المحلى) من دعم المواد البترولية.
كما تعتزم الحكومة استكمال تطبيق خطة ترشيد دعم الكهرباء وتشمل تنفيذ القرار الصادر من رئيس مجلس الوزراء رقم 1257 لسنة 2014 بشأن تحديد أسعار الكهرباء لمختلف فئات الاستهلاك على مدى السنوات الخمس القادمة، بالإضافة إلى خطط ترشيد إنارة الشوارع، وفتح المجال أمام القطاع الخاص لإنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية وبيعها للشبكة الرئيسية بأسعار مجزية، ورفع كفاءة محطات توليد الكهرباء.
ارتفعت مصروفات أجور العاملين بالدولة فى السنوات الأخيرة بصورة ضخمة وهى تستحوذ على نحو 25% من اعتمادات الموازنة العامة للدولة سنوياً، ويرجع ذلك للأسباب التالية:
إلا أن الحكومة المصرية قد سارعت لحل مشكلة الأجور بالموازنة العامة للدولة، لما أصبحت تمثله من خطراً يهدد التوازن الاقتصادى والاستدامة المالية، فبدأت بتطبيق بعض الإجراءات الإصلاحية خلال العام المالى الحالى 2014/2015،وتنوىالاستمرار فى إجراء المزيد من الإصلاحات بهدف السيطرة على الأجور وتضخمها، دون مردود اقتصادى حقيقى على الإنتاج وتحسين جودة الخدمات الحكومية المقدمة للمواطنين وربط الأجر بإنتاجية الموظف، ونعرض أهم الإجراءات المزمع تطبيقها ويتضمنها مشروع موازنة العام المالى الجديد 2015/2016 في الإطار رقم (1)
وفى إطار حرص الحكومة على الالتزام بالاستحقاقات الدستورية فى الإنفاق على الصحة والتعليم والبحث العلمى، وإيماناً منها بضرورة التأكد من كفاءة وفاعلية هذا الإنفاق ليفى بأغراضه على النحو الأمثل، تتوجه الحكومة إلى وضع إطار موازنة مرتكزة على البرامج، مما يعطى مجالاً أفضل للمتابعة والتقييم لمخرجات الإنفاق على الصحة والتعليم والبحث العلمى. وبما ينعكس على إحداث نقلة نوعية فى جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.
تتراوح نسبة جملة الإيرادات الضريبية خلال السنوات الماضية إلى الناتج المحلى الإجمالي بين 13% و15%، بينما يصل المتوسط فى الدول الناشئة إلى نحو 23.3% من الناتج المحلى الإجمالي. ويشير ذلك إلى وجود العديد من الفرص غير المستغلة بعد لتنمية موارد الدولة من خلال ربطها بالقطاعات والأنشطة المولدة للدخل. وحيث أن زيادة إيرادات الدولة هي ضرورة حتمية، فإن مشروع موازنة العام الجديد ستأتي استكمالا لنفس النهج الذي تم تبنيه في العام المالى الحالى، بحيث سيتم التركيز على تعزيز الموارد من خلال ربطها بالنشاط الاقتصادى.
يتضمن مشروع موازنة العام المالى الجديد2015/2016 المرحلة الثانية من الإصلاحات الضريبية والتى بدأت خلال العام المالى الحالى، وهى على النحو التالى:
إيماناً من الحكومة بأهمية التسعير السليم لمواردنا الطبيعية بما يحقق ترشيد الاستهلاك والعدالة في توزيع الثروات بين أبناء الوطن، وكذا ما بين الجيل الحالي والأجيال القادمة، تم إصدار القانون الجديد للمناجم والمحاجر في ديسمبر 2014 والذى ينظم ويتيح زيادة استثمارات القطاع الخاص في التعدين. ومن المستهدف أن يشهد مشروع موازنة العام المالى الجديد تطبيق هذا القانون، مما سيكون له أثر إيجابى على زيادة موارد الدولة (8 مليار جنيه).
اعتمدت الخزانة العامة في السنوات الأخيرة بشكل أساسي على تمويل عجز الموازنة العامة للدولة من خلال الجهاز المصرفي المحلي، وكذلك من خلال التمويل المتاح من البنك المركزي. وعلى الرغم من أن ذلك قد ساعد نسبياً على الحفاظ على معدلات نمو موجبة خلال الأعوام الماضية، إلا أنه يصعب استمرار هذا الاتجاه خاصة مع بدء تعافي الاقتصاد وزيادة نشاط القطاع الخاص والذي يتأثر حتماً بمزاحمة الحكومة له، فضلاً عما للاقتراض من البنك المركزي من آثار تضخمية. بجانب العمل على خفض عجز الموازنة العامة، تتضمن أجندة الإصلاح الحكومية ضمان إستدامة الدين العام بإعتباره أحد العناصر الأساسية للإصلاح على المدى المتوسط. لذلك تستهدف خطة الضبط المالى خفض الدين الحكومى من 95.5% من الناتج المحلى الإجمالى فى العام المالى 2013/2014 إلى نطاق 80-85٪ من الناتج فى العام المالى 2018/2019، وذلك مع استمرار السياسات الرامية إلى تمديد متوسط أجل الدين المحلى القابل للتداول وخفض تكلفته، وهو ما تحقق بالفعل على مدى السنوات القليلة الماضية على الرغم من الظروف السياسية والاقتصادية التى مرت بها البلاد، حيث عادل متوسط اجل رصيد الدين الإجمالى مستوياته قبل عام 2011.
وفى هذا الإطار، تتطلع الحكومة أيضا إلى تعميق الأسواق الأولية والثانوية لتداول الأوراق المالية الحكومية لمواصلة تدعيم السيولة وتوليد مصادر جديدة للتمويل، وبالتالى الحد من مخاطر إعادة تمويل الدين على المدى المتوسط.، بالإضافة إلى استمرار تمديد متوسط أجل استحقاق الدين (من المستهدف أن يصل أجل الدين إلى 3-4 سنوات بحلول العام المالى 18/19) وخفض تكلفته. كما يجرى تفعيل قانون الصكوك، بالإضافة إلى إصدار سندات حكومية فى السوق الدولية ويما يؤدى إلى تنويع قاعدة المستثمرين فى مصر.
تحقيقاً للانضباط المالى ورفع كفاءة أداء الموازنة العامة للدولة وإدارة التدفقات النقدية على مستوى الدولة ككل وتطوير إدارة الخزانة العامة من خلال ما يلى:
ترتكز الاستراتيجية الجديدة للحماية الاجتماعية على برامج الدعم النقدى والشبه نقدى على غرار التجارب الدولية التى أثبتت نجاحها في التمكين الاقتصادى والإجتماعى للمستفيدين منها، حيث تكمن المشكلة الأساسية فى سياسات الدعم التى اتبعتها الحكومات المتتالية على مدار السنوات السابقة فى عدم قدرتها على كسر دائرة الفقر والحد من معدلاته وتحقيق التنمية البشرية المستدامة. ويتميز هذا النوع من برامج دعم الدخل المباشر، مقارنة ببرامج الدعم العينى، بأثره الفورى على الحد من الجوع من ناحية، بالإضافة إلى توفيره للموارد المالية بحيث يقوم المواطن بإنفاقها طبقاً لاختياره.
ومن هذا المنطلق، فبجانب المنظومة الجديدة لدعم المواد الغذائية المزمع استكمالها قبل نهاية العام المالى الحالى، والتى تتحول من دعم أربع سلع بكميات محددة مسبقاً من قبل الحكومة إلى تقديم 15 جنيه/الفرد شهرياً يقوم المواطن بصرفها على حسب اختياراته واحتياجاته الأسرية من بين 54سلعة استهلاكية، سيتم إطلاق برنامج التحويلات النقدية تكافل وكرامة واللذان يستهدفان تغطية نحو 1.5 مليون مستفيد من الفئات الفقيرة والمهمشة خلال العام المالى 2015/2016 بتكلفة تقدر بنحو 5.7 مليار جنيه. وقد تم تصميم هذه البرامج بحيث يقدم الجزء الأكبر منها نظير الانتظام في الدراسة للأطفال والمتابعة الصحية، وهو ما يعزز من بناء رأس المال البشري. إلا أن هذه البرامج ستحتاج إلى إعادة تقييم دقيق وموضوعى ومستمر، ليضمن معالجة مستدامة للفقر على أرض الواقع.
ويأتى هذا العنصر الثانى لسياسة الحماية الاجتماعية مكملاً لبرامج التحويلات المباشرة من خلال رفع مستويات رأس المال البشرى على المدى الطويل وبالتالى تحسين الكفاءة الإنتاجية للفرد والقدرات التنافسية للاقتصاد المصرى. وبالرغم من أن زيادة مخصصات الإنفاق على التعليم والصحة والبحث العلمي لا تندرج مباشرة تحت برامج الحماية الاجتماعية، إلا أنها مكون رئيسى فى البعد الاجتماعى فى سياسة الحكومة واستهداف العنصر البشرى كعمود فقرى للتنمية الشاملة والمستدامة.
وفى الوقت نفسه، تستمر الحكومة فى تكثيف جهودها ومواردها على تطوير ورفع كفاءة الخدمات العامة بحيث تعزز من البنية الأساسية للاقتصاد المصرى من ناحية و تحقق تغيير ملموس فى الحياة اليومية للفئات الأولى بالرعاية من ناحية أخرى. ويمكن تلخيص أهم هذه البرامج والمشروعات على النحو النالى: